الوسواس القهري وعلاقته بالعوامل الخمسة الكبرى للشخصية
دراسة عيادية, وصفية ارتباطيه على عينة من مرضى الوسواس القهري من المراجعين للعيادات الخارجية لمجمع الأمل للصحة النفسية.
إعداد الباحث/ فهد بن سعيد الطلوحي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى أله وصحبة أجمعين.
إن اضطراب الوسواس القهري من الاضطرابات ذات الانتشار بين أفراد المجتمع ولكن لاتوجد إحصائيات دقيقة حول حجم انتشاره, ويعود ذلك إلى قلّة الحالات التي تراجع العيادة النفسية وذلك بسبب المقاومة التي يبديها المريض تجاه الوساوس والأفعال القهرية, وتبرز مشكلة الدراسـة الحالية من خلال قلّة الدراسـات التـي اهتمت بدراسـة الوسواس القهري على مستوى المجتمع المحلي بعامة، إضافة إلى عدم وجود دراسة محلية سبق أن تناولت موضوع العلاقة بين الوسواس القهري وعوامل الشخصية الكبرى, مما جعل الباحث يأخذ على عاتقه البحث فـي هذا الاضطراب رغم توقعه بمواجهة بعض الصعوبات فـي سبيل تحقيق هذا الهدف, ومن ناحية أخرى فالدراسات العربية المتوفرة حالياً, نجدها قد تناولت الوسواس القهري من جانب انتشاره, وأنواعه, وعلاقته بالاضطرابات الأخرى, ولكن لا نكاد نجد دراسة عربية تطرقت إلى الوسواس القهري وعلاقته بسمـات الشخصية فـي المجتمع العربي بعـامة والمجتمع السعودي خاصة, عدا دراسـة عـربية واحدة تـناولت ذلك بمتغيرات مختلفة, فكان من الضروري القيام بهـذه الدراسة لتساعدنا فـي الوصـول لمعرفة السمات الشخـصية ذات الارتباط بالوسـواس القهري, ودراسة مدى الوجود فـي العلاقة بينهما , ويُرتقب من هذه الدراسة التعرف بصورة منهجية على خصائص الشخصية لحالات اضطراب الوسواس القهري, وبالتحديد علاقة الأبعاد المنبثقة من نظرية العوامل الخمسة الكبرى للشخصية (الانبساطية، العصابية، الانفتاح على الخبرة، التفاني، الوداعة) باضطراب الوسواس القهري. ويُؤمل من النتائج التي يتم التوصل إليها فـي الدراسة الحالية أن تسهم فـي مساعدة المعالجين النفسيين والباحثين على إيجـاد تصور علمي عن السمـات الشخصية لأصحاب هذا الاضطراب, ومن ثم الارتقاء بالجانب التشخيصي والعلاجي, وتصميم البرامج العلاجية التأهيلية الملائمة.
وقد قام الباحث بمراجعة التراث النظري والدراسات السابقة المتصلة بموضوع الدراسة, ثم شرع فـي دراسة ميدانية مستخدماً المنهج الوصفي الارتباطي.
وقد سعت الدراسة الحالية للتحقق من الفروض التالية:
-1 لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين الوسواس القهري (بأبعاده المختلفة) وعامل العصابية.
-2 لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين الوسواس القهري (بأبعاده المختلفة) وعامل الانبساطية.
-3 لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين الوسواس القهري (بأبعاده المختلفة) وعامل الانفتاح على الخبرة.
-4 لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين الوسواس القهري (بأبعاده المختلفة) وعامل الوداعة.
-5لا توجد علاقة دالة إحصائياً بين الوسواس القهري (بأبعاده المختلفة) وعامل التفاني.
-6 لا تختلف درجات اضطراب الوسواس القهري (بأبعاده المختلفة), لدى عينة الدراسة, باختلاف الفئات العمرية.
-7 لا تختلف درجات اضطراب الوسواس القهري (بأبعاده المختلفة), لدى عينة الدراسة, باختلاف المستوى التعليمي.
-8 لا تختلف درجات اضطراب الوسواس القهري (بأبعاده المختلفة), لدى عينة الدراسة, باختلاف الحالة الزواجية (متزوج, أعزب).
ولكي يتم التحقق من صحة تلك الفروض, تم استخدام كل من الأدوات التالية:
المقياس العربي للوسواس القهري من إعداد أحمد عبد الخالق, وقائمة عوامل الشخصية الخمسة (الصورة السعودية للذكور) من إعداد (الرويتع,تحت النشر), على عينة من المضطربين باضطراب الوسواس القهري من مراجعي العيادات الخارجية بمجمّع الأمل للصحة النفسية, فكان عدد العينة: (64) من الذكور.
وبعد معالجة تلك الفروض إحصائياً, أسفرت نتائج الدراسة عن التالي:
- وجود علاقة سالبة دالة إحصائياً عند مستوى (0.01) بين العصابية والدرجة الكلية للوسواس القهري.
- وجود علاقة سالبة دالة إحصائياً عند مستوى (0.01) بين الانبساطية والدرجة الكلية للوسواس القهري.
- لا توجد علاقة بين التفاني والدرجة الكلية للوسواس القهري.
- وجود علاقة سالبة دالة إحصائياً عند مستوى (0.01) بين الوداعة والدرجة الكلية للوسواس القهري.
- وجود علاقة سالبة دالة إحصائياً عند مستوى (0.01) بين الانفتاح على الخبرة والدرجة الكلية للوسواس القهري.
- عدم وجود اختلاف فـي درجات الوسواس القهري باختلاف العمر.
- عدم وجود اختلاف فـي درجة الوسواس القهري باختلاف المستوى التعليمي.
- عدم وجود اختلاف فـي درجة الوسواس القهري باختلاف الحالة الزواجية.
وخرجت الدراسة بعدد من التوصيات,
من خلال نتائج الدراسة الحالية, وضع الباحث عدداً من التوصيات التي يمكن إيضاحها فـيما يلي:
.1 تعريف المجتمع السعودي باضطراب الوسواس القهري, وذلك من خلال طرح الموضوعات والنقاشات عن طريق وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة, والمرئية, والندوات والمحاضرات.
.2 من المفيد جداً التنبيه على الأطباء النفسيين بعدم صرف الأدوية بكثرة, من خلال الدورات والاجتماعات العلمية.
.3 كما يلزم القائمون على القياس إعداد مقاييس محلية للوسواس القهري.
.4 توعية المرضى بأهمية العلاج النفسي, وعدم اللجوء إلى العلاج الدوائي فقط .
.5عند العملية العلاجية من المفيد حضور الزوج مع زوجته, والعكس, للحصول على الدعم.
.6 بسبب الخصوصية التي يتميز بها المجتمع السعودي, يلزم وضع دليل تشخيصي موحّد يعتمد عليه الأخصائيون والأطباء فـي التشخيص.
يقترح الباحث إجراء البحوث والدراسات التالية:
.1 إجراء دراسة للتعرف على العلاقة بين الوسواس القهري والسمات الشخصية بالمقارنة بعينات مرضيّة, أخرى كمرضى الاكتئاب, والفصام.
.2 دراسة العلاقة بين الوسواس القهري, واضطراب الشخصية الوسواسية.
.3 دراسة الوسواس القهري كسمة لدى الأسوياء.
.4 دراسة مدى انتقال الوسواس القهري من الآباء إلى الأبناء من خلال التنشئة.