يا أيها الممثلون .. مَن تمثلون ؟!

يا أيها الممثلون .. مَن تمثلون ؟!



من الظلم أن نعمم عندما نخاطب مَن دلالته على العموم هي المتبادرة للذهن ، ولذا نؤكد في البداية أننا نخاطب شريحة واحدة من الممثلين ونخاطب مَن يقف وراءهم ، ولتعريف هذه الشريحة نلجأ إلى طريقة البواقي المعروفة في علم المنطق :

1ً ـ فنحن لا نخاطب الذين لا همَّ لهم إلا المبلغ الذي يصب في جيوبهم بنهاية الأمر ، دعك من كل الاعتبارات والتسويفات والمقدمات والمؤخرات ، هناك شيء اسمه (شغل) وله عائد ، وأضرب لكم مثالاً : فقد أخبرني شخص يعمل في السعودية أنه سُرقت في رمضان محفظته وفيها مبلغ مالي وهاتفه المحمول وبطاقة إقامته ، فاتصل فوراً برقمه على الهاتف المحمول ليكلمه اللص على هاتفه ويقول له ببساطة إذا أردت الهاتف وبطاقة الإقامة فلتؤدِّ إليَّ المبلغ الفلاني ، ولما كانت قد جرت هذه الحادثة في رمضان ، قال له ذلك الشخص يا رجل اتقِ الله ، نحن في رمضان ... أجابه اللص : لا تقل لي رمضان ولا اتق الله ، إن القضية ببساطة قضية شغل ، هل أنت مستعد لدفع المبلغ واسترداد بطاقة الإقامة والهاتف !!

فهؤلاء الذين عندهم قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق لا يفيدهم لا التذكير برمضان ولا بتقوى الله ، إن منظارهم لا يريهم القضية أكثر من أنها شغل ، وأن إدرار الرزق هو الذي يحفظ بقاءهم ، وغريزة حب البقاء أقوى غريزة في العالم أيها العلماء ..

2ً ـ نحن لا نخاطب في هذا الخطاب مَن تلقَّى من أجل فكرة هذا العمل الفني هدية مادية أو معنوية ، لا تسمها رشوة ، معاذ الله ، فنحن لا نقبل الرشوة .. لا لأننا لا نحب النقود ، بل نحبها جداً ولكن على ألا تأتي بشكل ( تحت الطاولة ) فهذا عيب ! أما إذا أتت على الملأ ، وعلى عينك يا تاجر كحفلة تكريمية أو إشادة في الصحف المخملية أو المحافل الدولية بالرسالة السامية التي يحملها ذلك العمل الفني فلا بأس ، إنه رصيد يضاف إلى أل c.v ويضمن لنا في المستقبل الآجل زبائن وشفاعات ووساطات وخيرات ، إنه يُترجم بالنتيجة إلى منافع والمهم النتيجة .

3ً ـ نحن لا نخاطب في هذا الخطاب مَن لا يتنفس إلا في جو الرذيلة ، ولا يفرق بين الزواج والخطيئة ولا بين الصحو والسكر ولا بين الطبل والزمر ، فمَن كان هذا شأنه لا يُعامل معاملة العقلاء ولا يفيد معه البيان والبرهان ، لأنه حوار الطر شان .

4ً ـ نحن لا نخاطب في هذا الخطاب مَن هو مفتون بالحضارة الغربية ، مَن رأى تفوق الغرب في الوسائل المادية فظن أن سائر طرائقهم المعيشية وعوائدهم البيئية على غرار تفوقهم المادي ، وأننا يجب أن نغذ السير حتى نلحق بهم ، وأن علينا أن نأخذ بالحضارة الغربية خيرها وشرها ، حلوها ومُرِّها ، وغاية ما نسعى إليه أن نكو جزءً من أوربا شريكتنا المتوسطية لأنه لا يرى سوى ذلك .

5ً ـ و لا نخاطب أيضاً مَن يقول إن العولمة تكتسح السدود والحدود ، وأنه لا يجدينا أبداً محاولة الحد من هذا السيل فإنه سيجرفنا لامحالة ، وخير ما نفعل أن نركب الموجة وأن نساير السيل ونحاول أن نعوم على سطحه وليكن الطوفان فما باليد حيلة ..

ولعل هؤلاء الأخيرين هم من الجبريين الذين يرون الإنسان عاجزاً أمام القوى العظيمة ، هو مسيَّر غير مخيَّر ، هو كالهباءة أو القشة لا وزن له ولا فعل .

كل هؤلاء هم غير مخاطبين بهذا الخطاب لما بينت لكم من أسباب فلا توجهوا لي أي عتاب ، إني أخاطب نفراً كنت سمعتهم أيام نشر الدنمركي صحيفة فيها رسوماً مسيئة للرسول باسم حرية الرأي ، فقاموا ينكرون ذلك بالرغم أن منهم مَن لا يعتنق أفكار الرسول ، لأنهم شمُّوا في هذه الرسوم رائحة عنصرية وغايات غير موضوعية ولم تخدعهم عباراتٌ مثل الفن للفن أو لا حجر على الإبداع أو يجب ألا تكون هناك خطوط حمراء .

لقد فهموا من هذه الرسوم أنها شتيمة وكفى ، وأن مَن يوجهها لنا أعداء ألداء و إن تظاهروا بأنهم أصدقاء ، بدليل أنهم مع أعدائنا في كل محفل لا يألوننا خبالاً ، وإن لم يُظهروا لنا قتالاً .

إن الشاعر الجاهلي رضي عن شخص فذكر أفضل ما فيه ، ثم استاء منه في اليوم التالي فذكر أسوء ما فيه ، ولم يكذب في الأولى وصدق في الثانية ، ولذا سُمي البيان سحراً ، فماذا يمكن أن ندعوا البيان المركب ، البيان السمعي البصري ، البيان المنشأ في استوديوهات مزوقة وبماكياجات معمقة وديكورات مؤنقة ؟!

ألا إن خطابنا لمَن عنده تلك المحاكمة السليمة التي لا تخدعها شقشقة اللسان ولا شبهات البيان ، التي ترى المتراس حصناً ولا تراه قيداً ، والتي ترى صدفة السلحفاة وقاية لها لا عبئاً عليها ، والتي ترى أن الظلم الذي يرتكبه الغرب تجاهنا لا ينبغي تمريره أو تبريره بالفتات الذي يلقيه إلينا ولا ينبغي الإذعان إليه لأنه السيد ، والسيد أمره مطاع .

في مسلسلات رمضان هذا العام قفزة نوعية ، ورغم أن الثقوب في السفينة توسعت وأخذت السفينة تغوص ولكننا نبسِّط الأمر ونهونه فلماذا كل هذا الهلع ، إننا ما زلنا أحياء نرزق ، ألا ترون معي أيها الممثلون الشرفاء والذين سميتم بذلك لأنكم بشكل أو بآخر تمثلون الأرض التي نشأتم على خيراتها واستظللتم بسمائها ، وتمثلون المجتمع الذي لولا بقيةٌ من صحةٍ سببها أخلاقه ومروءته لأودت به الأمراض وقضت عليه الآفات ، ألا ترون أنكم إذ تُظهرون المجتمع السوري بهذه الصورة التي يتناوب عليها تكفيريون فسقة ولوطيون مخترقون لنظام التربية وأنه مجتمع موبوء بالدعارة والخمر والنفاق والعهر ، ألا ترون أنكم تشتمون أنفسكم وتلعنون أرضكم وسماءكم وتنكسون رؤوسنا ورؤوسكم ، سيقول البعض : إن ما فعلناه لا يعدو ما تفعله المرآة إذ تعكس صوراً قائمة وأموراً واقعة ، وهي صادقة ، هل يقبل أحدكم إذا دخل مطعماً لتناول الإفطار فظهر له في الصحن صرصار ، وإذ يستدعي صاحب المطعم ويريه ذلك هل يقبل أن يجيبه : ماذا أفعل لك ؟ هذا هو الواقع في المطبخ ، وإذا لم تصدِّق فتعال أريك داخل المطبخ ؟!

ـ أناشدكم الله ألا تعلمون لماذا سُمي الأدب أدباً ؟! أليس لأنه ينتقي أشرف الحالات وأروع الصور ويذيعها بين الناس كي تكون مثالاً يُحتذى ، لاحظوا كلمة ( مثالاً ) واشتقاقها من جذر التمثيل ، فهل غشنا الأدباء أم أنهم أخطأوا السبيل ، وكان يجب أن يتكلموا بالألفاظ البذيئة التي لا تتحدث إلا عن ما تحت خط الاستواء من تلك الأعضاء !!

هل الجمالُ في التعبير هو الفن أم أن الوقاحة صارت أمراً متمدحاً فيه والبذاءة ضرباً إبداعياً ؟!

ـ أناشدكم الله هل تكونون مسرورين إذا تشرَّب أولادكم إعجاباً ببعض تلك الممارسات التي قد يراها في حلقة من حلقات المسلسل ولا يُتاح له أن يشاهد الحلقة الأخيرة التي قد تعدِّل نظرته ، وقد قيل لأحد المفتين وقد تسرع فأخطأ على الملأ ثم ندم وتراجع عن خطئه : هل تضمن أن يسمع تراجعك من سمع خطأك ، ألا تُلام على ذلك ما بقي واحد منهم ؟

لقد جاء شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الزنا ، فقال له أتحبه لأختك ، أتحبه لأمك ، أتحبه لعمتك ، كل ذلك يقول : لا ، فيقول له الرسول وكذلك الناس لا يحبونه لأخواتهم لأمهاتهم لعماتهم ، فما بارح المجلس حتى كان أبغض شيءٍ له الزنا ، نعم في نفس المجلس ، ولم يؤخره لمجلس آخر .

ـ أناشدكم الله هل ترون أن من الأفضل للجيل أن يخطئ أولاً ثم بعد سنين من التمرغ في الرذيلة يصحو ويكتشف أن الرذيلة لا تبني أمة ولا تورث عزة ، فيتوب ويعود إلى الصراط أم أن من الأفضل أن نجنبه ضياع تلك السنين وأن يكتشف خلالها علماً ، ويخترع فيها اختراعاً هو أجدى من تجريب المجرب الذي أحاطنا علماً بنتائج تجربته الحكماء الموثوقون ؟

تقولون : إنا نريد ضرب المثل له بذلك كي لا يقع في الخطأ ، لكن كل المشاهدين يقولون ، وهم عين لكم وليست عليكم إنكم توحون للشباب بأن هذا السلوك المنحرف إما أمرٌ طبيعي لأنه واقعي أو واقعي لأنه طبيعي ، وبتبريركم بأن علينا أن لا نكذب على أنفسنا أو نجمِّل العيوب التي فيها .

أما علمتم أن جواذب الشهوة لدى الشباب أقوى من تعقل العقلاء ؟!

ـ أناشدكم الله ألم تصفقوا لقرارات منع التدخين وعدم ظهور دعاياته في وسائل الإعلام ، ومنها عدم ظهور الشخصيات الرئيسية في أعمالكم وهي تدخن لما في ذلك من تعزيز لصورة المدخن الايجابية وتشجيع للشباب على التدخين ، وقل مثل ذلك في الخمر ، إذ إن الخمر أسوأ من التدخين لأن الخمر توقع بين الناس العداوة وتزيد نسبة الجرائم كما دلت على ذلك سجلات الشرطة مواكبة لنسبة أوقات السماح ببيع الخمر في انكلترا مؤخراً ، ناهيك عن أثرها التخريبي لصحة الإنسان كما هو الشأن في الدخان .

ـ أناشدكم الله ألا تكونوا ـ بدون قصد ـ معول هدم في البنيان الأخلاقي للأمة ، ولا أن تكونوا معول هدم لهيبة الدين وأثره الايجابي من خلال الإيحاء بأن المتدينين هم من أسوء الناس ، وأن ما يدعون إليه من الأخلاق ما هو إلا محض نفاق ، إنكم بذلك تضاهئون فعل الرسام الدنمركي وإن لم يكن لكم عداءٌ للدين كما هو الأمر عنده ولا للأمة كما هو هدفه ، لكن ذبح العصفور مع البكاء عليه ماذا يجدي العصفور ؟

ـ وأخيراً أناشد مَن أنيطت به مسؤولية الإعلام ألا يقف موقف المتفرج ولا موقف المتسامح ممن يثقب سفينة المجتمع ، لأنها إذا غرقت ستغرق بالجميع ، ولأن الأمة إذا انتهت فلا قيام بعدها لمحكومين ولا حاكمين ، نعم أناشد المسؤولين عن الإعلام أن يسلطوا الأضواء على البناء والايجابيات وألا يدعوا مشوهي النظرة أن يظهروها بصورة السلبيات .

ألا لاحياد في مسألة الأخلاق ورحم الله الشاعر القائل :

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا



إعداد الشيخ : مأمون جويجاتي

يعطيكي العافية

يسلمو هـ الإيدين يعطيك العافية

ماجدة محمد


هنيئاً لى مروركِ العطر ...!!
وأطلالتكِ المشرقه ...!!
ولا تحرمونى هذة الطلاله ...!!
فشاكرة لكِم عذب تشريفكم لصفحاتى ...!!
التى أزدات تألقاً بحضوركِم ...!!
تقبلو كل الشكر والتقدير ...!!
تحياتى

فتحي حسني


هنيئاً لى مروركِ العطر ...!!
وأطلالتكِ المشرقه ...!!
ولا تحرمونى هذة الطلاله ...!!
فشاكرة لكِم عذب تشريفكم لصفحاتى ...!!
التى أزدات تألقاً بحضوركِم ...!!
تقبلو كل الشكر والتقدير ...!!
تحياتى

بارك الله فيكى اختى الكريمة
موضوع راااااااااائع

sendrilla

أسعدني تواجدك الغالي في متصفحي المتواضع

تحياتي