همس الحبيب
ادارة منتدي همس الحبيب ترحب بالاعضاء والزوار وتتمني لهم قضاء وقت ممتع ومفيد وتمنع نشر الموضوعات التي تخدش الحياء العام لأعضاء المنتدي وزواره اجعل مساهماتك شاهد لك لا عليك يوم لا ينفع مال ولا بنون
همس الحبيب
ادارة منتدي همس الحبيب ترحب بالاعضاء والزوار وتتمني لهم قضاء وقت ممتع ومفيد وتمنع نشر الموضوعات التي تخدش الحياء العام لأعضاء المنتدي وزواره اجعل مساهماتك شاهد لك لا عليك يوم لا ينفع مال ولا بنون
همس الحبيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

همس الحبيب

منتدي ديني ، اخباري ، توظيفي ، تعليمي ، اجتماعي ، ترفيهي ، ادبي ، حواري ، ثقافي ، تكنولوجي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  قوانين المنتديقوانين المنتدي  التسجيلالتسجيل  دخول  
يسر ادارة منتدي همس الحبيب ان ترحب بك زائرا وتدعوك للتسجيل معنا للاستفادة منا وافادتنا بافكارك التي تطرحها معنا في المنتدي  
معنا في منتدي همس الحبيب قسم خاص للاستشارات النفسية والزوجية والاسرية في هذا القسم تعرض مشكلتك العائلية والاجتماعية والزوجية حتي مع طفلك مع زوجتك مشكلتك النفسية لها حل مع الاستشارية النفسية  ومديرة المنتدي" الله في قلبي " نحن معك اعرض مشكلتك ونساعدك في ايجاد حل لها        " فضفض معنا " 
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Marhban01
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة 011911150159b3s4g5xst4hta50f1
يسر ادارة منتدي همس الحبيب ان تعلن عن افتتاح قسم التوظيف " الوظائف الشاغرة " من الجرائد والصحف اليومية معنا تجد العمل المناسب لك في كل المجالات " وظيفتك بين ايديك "
يسر ادارة منتدي همس الحبيب ان تعلن عن وجود مكتبة همس الحبيب تضم مجموعة من الكتب والرسائل العلمية في مجال علم النفس والتنمية البشرية وبعض الكتب الدينية القيمة نتمني لكم الاستفادة 
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» هل الأنبياء في قبورهم أحياء أم أنهم في السماء
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالجمعة أغسطس 05, 2016 6:02 am من طرف ملكة بكبريائي

» مدونتي الخاصة لحن الوفاء
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالأربعاء فبراير 03, 2016 7:20 pm من طرف ملكة بكبريائي

» السينابون
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالإثنين يناير 25, 2016 5:24 pm من طرف ملكة بكبريائي

» البروفيترول والاكلير
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالإثنين يناير 25, 2016 5:21 pm من طرف ملكة بكبريائي

» شوكليت بول( كره الشكولاته )
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالإثنين يناير 25, 2016 5:16 pm من طرف ملكة بكبريائي

» كيك النسكافيه بصوص التوفي
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالإثنين يناير 25, 2016 5:13 pm من طرف ملكة بكبريائي

» جاتوه شاتوه بالكريم كراميل
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالإثنين يناير 25, 2016 5:10 pm من طرف ملكة بكبريائي

» تشيز كيك بالرمان
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالإثنين يناير 25, 2016 5:08 pm من طرف ملكة بكبريائي

» هل تملكين هذه الصفة
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالجمعة يناير 08, 2016 6:31 pm من طرف ملكة بكبريائي

» عقبال مليون سنة بصحة وسعادة مستر وائل موسي
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالجمعة يناير 08, 2016 4:59 pm من طرف ملكة بكبريائي

» عقبال مليون سنه بصحة وسعادة الغالي مجدي ناصر Magdy Nasser
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالجمعة يناير 08, 2016 4:45 pm من طرف ملكة بكبريائي

» السعال الليلي زائر ثقيل له أسبابه
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالجمعة ديسمبر 25, 2015 1:58 pm من طرف ملكة بكبريائي

» الافراط في الانترنت يؤثر على الصحة العقلية
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالجمعة ديسمبر 25, 2015 12:14 pm من طرف ملكة بكبريائي

» الكورتيزون ما له وما عليه
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالجمعة ديسمبر 25, 2015 12:06 pm من طرف ملكة بكبريائي

» 10 نصائح تربوية مهمة اذا اردت /اردتي عقاب ابنك
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2015 4:45 pm من طرف ملكة بكبريائي

» ابنى يضربنى هل اضربه ام ماذا افعل حتى لا يكبر كذلك
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2015 4:29 pm من طرف ملكة بكبريائي

» كيف نصحح أخطاء أولادنا بدون أن نُذلهم ونؤذيهم؟
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2015 4:27 pm من طرف ملكة بكبريائي

» تربية جنسية للاطفال أفكار آمنة ومن وحي الإسلام
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالثلاثاء ديسمبر 22, 2015 4:20 pm من طرف ملكة بكبريائي

» الحفاظ على الصلاة نور وبرهان
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالإثنين ديسمبر 07, 2015 5:40 pm من طرف ملكة بكبريائي

» الأخلاق "فن الحياة"
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالجمعة نوفمبر 27, 2015 2:38 pm من طرف ملكة بكبريائي

» ماذا تفعل الام عندما يخرجها الأبناء عن شعورها ؟
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالجمعة نوفمبر 27, 2015 1:28 pm من طرف ملكة بكبريائي

» كلمات قصيدة منطقي للشاعر هشام الجخ
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالسبت نوفمبر 21, 2015 4:40 pm من طرف ملكة بكبريائي

» كلمات قصيدة نَادِيَّةُ للشاعر هشام الجخ
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالسبت نوفمبر 21, 2015 4:32 pm من طرف ملكة بكبريائي

» كلمات قصيدة بُنِي الْإِنْسَان عَلَى خَمْس للشاعر هشام الجخ
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالسبت نوفمبر 21, 2015 4:25 pm من طرف ملكة بكبريائي

» كلمات قصيدة آخرُ ما حُرِّفَ في التوراة للشاعر هشام الجخ
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالسبت نوفمبر 21, 2015 4:16 pm من طرف ملكة بكبريائي

ازرار التصفُّح
 البوابة
 الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 بحـث
منتدى
التبادل الاعلاني
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
ملكة بكبريائي
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
فتحي حسني
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
مظلوم
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
هشام القن
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
المهاجرة إلي الله
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
aboelnel
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
قلب الليل
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
زينب
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
ماجدة محمد
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
ضياء الروح
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_rcap1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Voting_bar1رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Vote_lcap1 
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
نصائح مهمة للاعضاء

أعزائي الأعضاء و الضيوف الكرام في منتديات همس الحبيب           
- التزامك بقوانين المنتدي يضمن لك مصلحتك و كامل حقوقك

- احترامك لحقوق الآخرين يرفع من شأنك ويجعلهم يبادلونك الاحترام

- يرجى احترام القرارات الإدارية وعدم التعدي على حرمة المشرفين والإداريين .


- قبل السؤال و الطلب استخدم خاصية البحث في المنتديات .
- إن أفدت عضوا لعله غدا هو يفيدك .

- و اعلم انه لا خير فيمن علم علما و لم يعط ولو قليلا منه .
ليس المهم أن تشارك بألف موضوع ...بل المهم أن تضع موضوع يشارك فيه ألف عضو.

_ يمنع وضع روابط شخصيه لمواقع أخري للاعضاء في ملفاتهم الشخصية

Like/Tweet/+1

المواضيع الأكثر نشاطاً
مدونتي الخاصة لحن الوفاء
موسوعة الفتاوي الخاصة بأحكام الصيام للمرأة المسلمة
مقياس التوافق الزواجي
حصريا علي همس الحبيب تحميل كتاب الصحة النفسية والعلاج النفسى - حامد زهران
رسائل علم النفس والارشاد النفسي من الشبكة العربية
قائمة برسائل علمية في علم النفس
تحميل كتاب الاختبارات النفسية تقنياتها واجراءاتها
حصري علي همس الحبيب ملخصات أبحاث في التربية الرياضية
║۩║ This Is Mohammad ║۩║
السعادة كمنبئ لجودة الصحة النفسية وعلاقتها ببعض المتغيرات لدى طلاب وطالبات الجامعة
دليل المواقع SP


حملة اشتري المصري
حملة اشــتـرى مـــصـــرى
لزيادة الاقتصاد المصري
موعدنا الجمعة
 16/12/2011
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة 386556_242814055784069_242718832460258_644259_1228378728_n

الغرض من الحملة :

هنشترى اى منتج مصرى من اى دولة و فى اى حتة هنشجع منتجاتنا هنرفع اقتصادنا..يوم
الجمعة 16/12/2011



رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة 372890_199083836845054_1296015018_n


رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة 4410


 

 رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ملكة بكبريائي
مديرة المنتدي
مديرة المنتدي
ملكة بكبريائي


انثى

عدد المساهمات : 9881
نقاط : 23511
تاريخ الميلاد : 27/07/1980
تاريخ التسجيل : 13/01/2011
العمر : 44
الموقع : egypt
العمل/الترفيه : استشاريه نفسية

رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Empty
مُساهمةموضوع: رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة   رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة Emptyالسبت أغسطس 27, 2011 1:51 pm

رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة




عن أنس (رضي الله عنه) أن امرأة كان في عقلها شيء، فقالت: يا رسول الله، إن لي إليك حاجة. فَقَالَ: "يَا أُمَّ فُلاَنٍ، انظري أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ، حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ"، فخلا معها في بعض الطرق، حتى فرغت من حاجتها. وهذا من حِلْمه وتواضعه صلى الله عليه وسلم، وصبره على قضاء حوائج ذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي هذا دلالة شرعية على وجوب تكفل الحاكم برعاية ذوي الاحتياجات الخاصة صحيًّا، واجتماعيًّا، واقتصاديًّا، ونفسيًّا، والعمل على قضاء حوائجهم، وسدِّ احتياجاتهم.
ومن صور هذه الرعاية:
- العلاج والكشف الدوري لهم.
- تأهيلهم وتعليمهم بالقدر الذي تسمح به قدراتهم ومستوياتهم.
- توظيف مَن يقوم على رعايتهم وخدمتهم.ولقد استجاب الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) لهذا المنهج النبوي السمح، فأصدر قرارًا إلى الولايات: "أن ارفعوا إليَّ كُلَّ أعمى في الديوان، أو مُقعَد، أو مَن به فالج، أو مَن به زَمَانة تحول بينه وبين القيام إلى الصلاة". فرُفعوا إليه، وأمر لكل كفيف بموظف يقوده ويرعاه، وأمر لكل اثنين من الزَّمْنَى - من ذوي الاحتياجات - بخادمٍ يخدمه ويرعاه.

وعلى نفس الدرب سار الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك (رحمه الله تعالى)، فهو صاحب فكرة إنشاء معاهد أو مراكز رعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، فأنشأ (عام 88هـ/ 707م) مؤسسة متخصصة في رعايتهم، وظَّف فيها الأطباء والخدام، وأجرى لهم الرواتب، ومنح راتبًا دوريًّا لذوي الاحتياجات الخاصة، وقال لهم: "لا تسألوا الناس". وبذلك أغناهم عن سؤال الناس، وعيَّن موظفًا لخدمة كل مقعد، أو كسيح، أو ضرير.


للمعاق الأولوية في الرعاية وقضاء احتياجاته


وإذا كان الإسلام قد قرر الرعاية الكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، والعمل على قضاء حوائجهم، فقد قرر أيضًا أولوية هذه الفئة في التمتع بكافة هذه الحقوق، فقضاء حوائجهم مُقدَّم على قضاء حوائج الأصحاء، ورعايتهم مقدمة على رعاية الأكفاء؛ ففي حادثة مشهورة أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عبس في وجه رجل أعمى - هو عبد الله ابن أم مكتوم رضي الله عنه - جاءه يسأله عن أمرٍ من أمور الشرع، وكان يجلس إلى رجالٍ من الوجهاء وعِلْية القوم، يستميلهم إلى الإسلام، ورغم أن الأعمى لم يرَ عبوسه، ولم يفطن إليه، فإن المولى تبارك وتعالى أَبَى إلا أن يضع الأمور في نصابها، والأولويات في محلها، فأنزل سبحانه آيات بينات تعاتب النبي الرحيم صلى الله عليه وسلم عتابًا شديدًا:
يقول الله فيها: {عَبَسَ وَتَوَلَّى(1) أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى(2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى(3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} [عبس: 1- 4].
يقول الباحث الإنجليزي (لايتنر) معلقًا على هذا الحادث:
"... مرةً أوحى الله تعالى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحيًا شديدَ المؤاخذة؛ لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى ليخاطب رجلاً غنيًّا من ذوي النفوذ، وقد نُشِر ذاك الوحي، فلو كان صلى الله عليه وسلم كما يقول أغبياء النصارى بحقِّه؛ لما كان لذاك الوحي من وجود!".
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك - يقابل هذا الرجل الضرير، فيهُشُّ له ويبشُّ، ويبسط له الفراش، ويقول له: "مرحبًا بمن عاتبني فيه ربي!".
ففي هذه القصة نرى علة المعاتبة؛ لكونه صلى الله عليه وسلم انشغل بدعوة الوجهاء عن قضاء حاجة هذا الكفيف، وكان الأولى أن تُقضى حاجته، وتقدم على حاجات من سواه من الناس. وفي هذه القصة دلالة شرعية على تقديم حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة على حاجات من سواهم.
عفوه صلَّى الله عليه وسلمَّ عن سفهائهم وجهلائهم
وتجلت رحمة الحبيب صلى الله عليه وسلم بذوي الاحتياجات الخاصة في عفوه عن جاهلهم، وحلمه على سفيههم؛ ففي معركة أُحُد (شوال 3هـ = إبريل 624م)، لما توجه الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه صوب أحد، وعزم على المرور بمزرعة لرجل منافق ضرير، أخذ هذا الأخير يسبُّ النبي صلى الله عليه وسلم، وينال منه، وأخذ في يده حفنة من تراب، وقال - في وقاحة - للنبي صلى الله عليه وسلم: والله لو أعلم أني لا أصيب بها غيرك، لرميتك بها. حَتى همَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بقتل هذا الأعمى المجرم، فأَبَى عليهم نبي الرحمة، وقال: "دعوه!".
ولم ينتهز رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف هذا الضرير، فلم يأمر بقتله أو حتى بأذيته، رغم أن الجيش الإسلامي في طريقه لقتال، والوضع متأزم، والأعصاب متوترة، ومع ذلك لما وقف هذا الضرير المنافق في طريق الجيش، وقال ما قال، وفعل وما فعل، أَبَى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا العفو عنه، فليس من شيم المقاتلين المسلمين الاعتداء على أصحاب العاهات أو النيل من أصحاب الإعاقات، بل كانت سُنَّته معهم الرفق بهم، والاتعاظ بحالهم، وسؤال الله أن يشفيهم ويعافينا مما ابتلاهم.
تكريمه ومواساته صلى الله عليه وسلم لهم
عن عائشة (رضي الله عنه) أنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله عز وجل أوحى إليَّ أنه من سلك مسلكًا في طلب العلم، سهلت له طريق الجنة، ومن سلبت كريمتيه (يعني عينيه) أثَبْته عليهما الجنة...".
وعن العرباض بن سارية (رضي الله عنه)، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ربِّ العزة قال: "إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين، لم أرضَ له ثوابًا دون الجنة، إذا حمدني عليهما". ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لكل أصحاب الإصابات والإعاقات: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلاَّ كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ".
ففي مثل هذه النصوص النبوية والأحاديث القدسية، مواساةٌ وبشارة لكل صاحب إعاقة بأنه إذا صبر على مصيبته، راضيًا لله ببلوته، واحتسب على الله إعاقته، فلا جزاءَ له عند الله إلا الجنة.

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن عمرو بن الجموح (رضي الله عنه)؛ تكريمًا وتشريفًا له: "سيِّدُكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح"، وكان أعرجَ. وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "كأني أنظر إليك تمشي برجلك هذه صحيحة في الجنة". وكان (رضي الله عنه) يُولِم على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تزوج.
وعن أنس بن مالك (رضي الله عنه): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف ابن أم مكتوم على المدينة مرتين، يصلي بهم وهو أعمى.
وعن عائشة (رضي الله عنها) أن ابن أم مكتوم كان مؤذنًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعمى.
وعن سعيد بن المسيب (رحمه الله): أن المسلمين كانوا إذا غزوا خلفوا زمناهم، وكانوا يسلمون إليهم مفاتيح أبوابهم، ويقولون لهم: قد أحللنا لكم أن تأكلوا مما في بيوتنا.
وعن الحسن بن محمد قال: "دخلت على أبي زيد الأنصاري فأذَّن وأقام وهو جالس. قال: وتقدم رجلٌ فصلَّى بنا، وكان أعرجَ، أصيبت رجله في سبيل الله تعالى".
وهكذا كان المجتمع النبوي، يتضافر في مواساة ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتعاون في تكريمهم، ويتحد في تشريفهم، وكل ذلك اقتداءً بمنهج نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
زيارته صلَّى الله عليه وسلَّم لهم
وشرع الإسلام عيادة المرضى عامة، وأصحاب الإعاقات خاصة؛ وذلك للتخفيف من معاناتهم، فالشخص المعاق أقرب إلى الانطواء والعزلة والنظرة التشاؤمية، وأقرب من الأمراض النفسية بخلاف الصحيح، ومن الخطأ إهمال المعاقين في المناسبات الاجتماعية، كالزيارات والزواج.
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَعُودُ المرضى، فيدعو لهم، ويطيب خاطرهم، ويبث في نفوسهم الثقةَ، وينشر في قلوبهم الفرحَ، ويرسم على وجوههم البهجة. وتجده ذات مرة يذهب إلى أحدهم في أطراف المدينة خصِّيصًا ليقضي له حاجة بسيطة، أو أن يصلي ركعات في بيت المبتلى تلبية لرغبته؛ فهذا عِتْبَان بْن مَالِكٍ (رضي الله عنه) - وكان رجلاً كفيفًا من الأنصار - يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: وددتُ - يا رسول الله - أنك تأتيني فتصلي في بيتي، فأتخذه مصلى. فوعده صلى الله عليه وسلم بزيارة وصلاة في بيته قائًلا - في تواضع جم -: "سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ".
قال عتبان: فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذنتُ له، فلم يجلس حتى دخل البيت، ثم قال: "أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟" فأشرتُ له إلى ناحية من البيت، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكبَّر فقمنا، فصفنا، فصلى ركعتين، ثم سلم.
الدعاء لهم:
وتتجلى - أيضًا - رحمة نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم بالفئات الخاصة من ذوي الاحتياجات، عندما شرع الدعاء لهم، تثبيتًا لهم، وتحميسًا لهم على تحمل البلاء؛ ليصنع الإرادة في نفوسهم، ويبني العزم في وجدانهم. فذات مرة، جاء رجل ضرير البصرِ إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فقَالَ الضرير: ادعُ اللَّهَ أنْ يُعافيني. قَالَ الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم: "إنْ شِئتَ دَعوتُ، وإنْ شِئتَ صبرتَ فهوَ خيرٌ لك". قَالَ: فادعُهْ. فأمرَهُ أنْ يتوضَّأ فيُحسنَ وُضُوءَهُ، ويدعو بهذا الدعاء: "الَّلهُمَّ إنِّي أسألكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ مُحَمَّد نبيِّ الرَّحمةِ، إنِّي توجَّهتُ بكَ إِلى رَبِّي في حاجتي هذِهِ لتُقْضَى لي، الَّلهُمَّ فَشَفِّعْهُ فيَّ".
وأَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم امرأة تُصرع، فقالت: إني أُصْرَعُ، وإني أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي. فقَال النبيَ صلى الله عليه وسلم: "إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ". فقالت: أَصْبِرُ. ثم قالت: إِنِّي أَتَكَشَّفُ! فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لا أَتَكَشَّفَ. فَدَعَا لَهَا صلى الله عليه وسلم.
وهكذا المجتمع الإسلامي، يدعو على بكرة أبيه لأصحاب الإعاقات والعاهات، وما رأينا مجتمعًا على وجه الأرض يدعو بالشفاء والرحمة لأصحاب الاحتياجات الخاصة، غير مجتمع المسلمين، ممن تربوا على منهج نبي الإسلام.

تحريم السخرية منهم


كان ذوو الاحتياجات الخاصة في المجتمعات الأوربية الجاهلية، مادةً للسخرية، والتسلية والفكاهة، فيجد المعاق نفسه بين نارين: نار الإقصاء والإبعاد، ونار السخرية والشماتة؛ ومن ثَمَّ يتحول المجتمع - في وجدان أصحاب الإعاقات - إلى دار غُربة، واضطهاد، وفرقة. فجاء الشرع الإسلامي السمح؛ ليحرّم السخرية من الناس عامة، ومن أصحاب البلوى خاصةً، ورفع شعار "لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك". وأنزل الله تعالى آيات بينات تؤكد تحريم هذه الخصلة الجاهلية، فقال:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلاَ نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلاَ تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلاَ تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الكِبْر بطر الحق، وغَمْط الناس". وغمط الناس: احتقارهم والاستخفاف بهم، وهذا حرام؛ فإنه قد يكون المبتلى أعظم قدرًا عند الله، أو أكبر فضلاً عند الناس علمًا، وجهادًا، وتقوًى، وعفةً، وأدبًا؛ وحَسْبُكَ بالقاعدة النبوية العامة الفاصلة: "فَإِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ".
ولقد حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم أشد التحذير من تضليل الكفيف عن طريقه، أو إيذائه، عبسًا وسخرية، فقال: "مَلْعُونٌ مَنْ كَمِهَ أَعْمَى عَنْ طَرِيقٍ".
فهذا وعيد شديد، لمن اتخذ العيوب الخَلْقيّة سببًا للتندر أو التلهي أو السخرية، أو التقليل من شأن أصحابها، فصاحب الإعاقة هو أخ أو أب أو ابن امتحنه الله؛ ليكون فينا واعظًا، وشاهدًا على قدرة الله، لا أن نجعله مادة للتلهي أو التسلي.



رفع العزلة والمقاطعة عنهم

لقد كان المجتمع الجاهلي القديم يقاطع ذوي الاحتياجات الخاصة ويعزلهم، ويمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية، كحقهم في الزواج، والاختلاط بالناس؛ فقد كان أهل المدينة قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم لا يخالطهم في طعامهم أعرج، ولا أعمى، ولا مريض، وكان الناس يظنون بهم التقذُّر والتقزُّز. فأنزل الله تعالى:
{لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آَبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاَتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعًا أَوْ أَشْتَاتًا فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [النور: 61].
أي: ليس عليكم حرج في مؤاكلة المريض والأعمى والأعرج، فهؤلاء بشر مثلكم، لهم كافة الحقوق مثلكم، فلا تقاطعوهم، ولا تعزلوهم، ولا تهجروهم، فأكرمكم عند الله أتقاكم، "والله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أشكالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم".
وهكذا نزل القرآن رحمةً لذوي الاحتياجات الخاصة، يواسيهم، ويساندهم نفسيًّا، ويخفف عنهم، وينقذهم من أخطر الأمراض النفسية التي تصيب المعاقين، جَرَّاء عزلتهم أو فصلهم عن الحياة الاجتماعية.
وبعكس ما فعلت الأمم الجاهلية، فلقد أحل الإسلام لذوي الاحتياجات الخاصة الزواج، فهم - والله - أصحاب قلوب مرهفة، ومشاعر جيَّاشة، وأحاسيس نبيلة، فأقر لهم الحق في الزواج، ما داموا قادرين، وجعل لهم حقوقًا، وعليهم واجبات، ولم يستغل المسلمون ضعف ذوي الاحتياجات، فلم يأكلوا لهم حقًّا، ولم يمنعوا عنهم مالاً؛ فعن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) أنه قال: "أَيُّمَا رَجُلٍ تَزَوَّجَ امْرَأَةً وَبِهَا جُنُونٌ أَوْ جُذَامٌ أَوْ بَرَصٌ، فَمَسَّهَا، فَلَهَا صَدَاقُهَا كَامِلاً".

التيسير عليهم ورفع الحرج عنهم

ومن الرحمة بذوي الاحتياجات الخاصة مراعاة الشريعة لهم في كثيرٍ من الأحكام التكليفية، والتيسير عليهم ورفع الحرج عنهم؛ فعن زيد بن ثابت (رضي الله عنه) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه: "لاَ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ". قال: فجاءه ابن أم مكتوم وهو يُمِلُّهَا عَلَيَّ لتدوينها، فقال: يا رسول الله، لو أستطيع الجهاد لجاهدت. وكان رجلاً أعمى، قال زيد بن ثابت: فأنزل الله تبارك وتعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم، وفخذه على فخذي، فثقلت عليَّ حتى خفت أن تَرُضَّ فخذي (أي تدقها من ثقل الوحي)، ثم سُرِّي عنه، فأنزل الله عز وجل: {‏غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ} [النساء: 95].
وقال تعالى - مخففًا عن ذوي الاحتياجات الخاصة -: {لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا} [الفتح: 17].
فرفع عنهم فريضة الجهاد في ساحة القتال، فلم يكلفهم بحمل سلاح أو الخروج إلى نفير في سبيل الله، إلا إن كان تطوعًا. ومثال ذلك قصة عمرو بن الجموح (رضي الله عنه) في معركة أُحد، فقد كان (رضوان الله عليه) رجلاً أعرجَ شديد العرج، وكان له بنون أربعة، يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد، فلما كان يوم أُحد أرادوا حبسه، وقالوا له: إن الله عز وجل قد عذرك. فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن بَنيَّ يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه، والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أَطَأَ بعرجتي هذه في الجنة. فقال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: "أما أنت فقد عذرك الله، فلا جهاد عليك"، ثم قال لبنيه: "ما عليكم أن لا تمنعوه؛ لعل الله أن يرزقه الشهادة". فخرج مع الجيش، فقتل يوم أُحد.

بَيْدَ أن هذا التخفيف الذي يتمتع به المعاق في الشرع الإسلامي يتسم بالتوازن والاعتدال، فخفَّف عن كل صاحب إعاقة قدر إعاقته، وكلفه قدر استطاعته، يقول القرطبي:
"إن الله رفع الحرج عن الأعمى فيما يتعلق بالتكليف الذي يشترط فيه البصر، وعن الأعرج فيما يشترط في التكليف به من المشي، وما يتعذر من الأفعال مع وجود العرج، وعن المريض فيما يؤثر المرض في إسقاطه؛ كالصوم، وشروط الصلاة وأركانها، والجهاد، ونحو ذلك".
ومثال ذلك الكفيف والمجنون، فالأول مكلف بجُلِّ التكاليف الشرعية باستثناء بعض الواجبات والفرائض كالجهاد؛ أما الثاني فقد رفع عنه الشارع السمح كل التكاليف، فعن عائشة (رضي الله عنها)، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ".
فمهما أخطأ المجنون أو ارتكب من الجرائم، فلا حدَّ ولا حكم عليه؛ فعن ابن عباس قال: أُتِي عمر بمجنونة قد زنت، فاستشار فيها أناسًا، فأمر بها عمر أن ترجم، فمرَّ بها على علي بن أبي طالب (رضوان الله عليه)، فقال: ما شأن هذه؟ قالوا: مجنونة بني فلان زنت، فأمر بها عمر أن ترجم. فقال: ارجعوا بها! ثم أتاه، فقال: يا أمير المؤمنين، أَمَا علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة؛ عن المجنون حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يعقل؟! قال: بلى. قال: فما بال هذه ترجم؟! قال: لا شيء. قال علي: فَأَرْسِلْهَا. فَأَرْسَلَهَا، فجعل عمر يُكَبِّرُ.

هكذا كان المنهج النبوي في التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، في وقتٍ لم تعرف فيه الشعوب ولا الأنظمة حقًّا لهذه الفئة، فقرَّر الشرع الإسلامي الرعاية الكاملة والشاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، وجعلهم في سلم أولويات المجتمع الإسلامي، وشرع العفو عن سفيههم وجاهلهم، وتكريم أصحاب البلاء منهم، لا سيما من كانت له موهبة أو حرفة نافعة أو تجربة ناجحة، وحثَّ على عيادتهم وزيارتهم، ورغَّب في الدعاء لهم، وحرَّم السخرية منهم، ورفع العزلة والمقاطعة عنهم، ويسَّر عليهم في الأحكام، ورفع عنهم الحرج. فما أعظم شريعة الإسلام، ونبي الإسلام![1].
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لذوي الاحتياجات الخاصة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما هو عدَد وأسماء زوجات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولماذَا أحلَّ الله له أكثرَ من أربع؟
» حقوق الخدم في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
» فضائل وثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
همس الحبيب :: •°•..¤* ♥ همس الطب النفسي والصحة النفسية ♥ *¤..•°• :: الفئات الخاصة ومتحدي الاعاقة-
انتقل الى: