ظلم أمي وأساء إليها .. والدي رجل قاس

ظلم أمي وأساء إليها .. والدي رجل قاس




أنا أكبر إخوتي ولى من البنين 2 ومن البنات2 ، ووالدتي المسكينة ونعيش في صعيد مصر ونظراً للعادات البالية الموجودة في الصعيدان للرجل الحق باتهام المرأة بأبشع الصفات ولكن بدون رادع لكونه رجل (في يوم من الأيام أرسل والدي من الخارج مبلغ من المال مع شخص تعرفنا عليه ، وعلى أسرته جيداً ولكن في إحدى المرات لي يؤتى بالمبلغ كاملاً إلى البيت وطلب من والدتي أن تخبر والدي بان المبلغ وصل كاملا ًوهو بعد ذلك سوف يأتي بالباقي وتم ذلك وبعد فترة ذهبت والدتي مع آخى الصغير إلى منزلهم ، وجاءت بالباقي .
وبعد مرور 3 سنوات عرف والدي بهذه الواقعة فقالت له والدتي ما حدث من هنا بدا والدي بكيل التهم لوالدتي من أقبح التهم وأنا أقسم بالله أنها صادقة لأنها تداوم على الصلاة منذ صغرها ، وهى لم تكذب علينا مرة واحدة وكل الجيران يشهدوا لها بذلك ، ودعونا الله أن يظهر لنا الظالم من المظلوم ، ودعت أمي أن كان أبى صادق فيما يقول أن يرسل الله نارا من السماء لكي تأخذها وإن كان كاذباً فلا يجد قوت يومه ومنذ ذلك الحين ووالدي يقبع بالخارج وفعلاً لا يجد ما يأكله ويعيش عالة على مساعدتي له لأني أعمل في نفس البلد التي يوجد هو فيها ، ولم يبارك الله له في رزقه حتى لم يجد ما يدخره لكي يرسله إلى إخوتي ؟ فما العمل أحاول أن أثنى والدي على الاستغفار ولكن لا محالة ، الرجاء النصيحة .
م - ن / مصر


أسوا شيء في الدنيا أن ترمي بريئاً بما ليس فيه وأن تتهم الناس ظلماً ، وأن تلقي بالتهم جزافاً علي الناس ، ومن أبشع التهم التي يمكن أن تظلم بها المرأة هي الاتهام في العرض والشرف ، وربما يكون وقع التهمة علي المرأة هيناً طالما اتهمها من لا يعرفها أو يعرف أخلاقها ، لكن أن تأتي التهمة من الزوج الذي يعرفها والذي يجب أن يكون هو مصدر الحماية والأمان بالنسبة لها فهو شيء بشع وقاس جداً ، فكيف يكون مصدر الحماية والأمن هو نفسه مصدر الأذى والقهر .

وأنا لا أفهم موقف والدك ولماذا أسرع بقذف والدتك بهذه التهم البشعة التي تسيء إليه هو قبل أن تسيء إلي زوجته ، ولماذا لم يراعي أنها أم أولاده وأن أي ضرر يلحق بها لن يسلم منه أولاده بل إن والدك نفسه لن يسلم من الأضرار التي قد تلحق به لتشويهه لسمعة الزوجة والأم ، فما هو الدافع لسوء تصرفه وسلوكه هذا المسلك ، ثمة غموض في موقف والدك ربما يحتاج إلي تفسير .
وعلي أي الأحوال ولأن والدتك مظلومة فلم ينالها من أذي والدك شيء لأن الله سبحانه وتعالي يدافع عن الذين آمنوا كما يقول في كتابه العزيز ، وهو الذي يقول أيضاً ( وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6) وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الكَاذِبِينَ (7) ، ألم يخشي والدك أن تحل عليه لعنة الله وينزل به غضبه ، وما الذي جعله يتصرف بهذه الرعونة وهذا السوء دون أن يمنح نفسه فرصة للتفكير والتأكد بدلا من إصدار الأحكام بناء علي سوء ظن رغم عدم وجود بينة أو دليل علي سوء ظنه وهواجسه التي ملاأت نفسه فاطلق حكمه بناءً عليها .
أخي الفاضل لا تيأس من تكرار المحاولة معه ، كي يتوب ويتوب الله عليه لأنه رمي زوجته واتهمها بما ليس فيها فحقت عليه لعنة الله إلا أن يتوب نسأل الله له الهداية والنجاة وان يقيه شر وسوسة الشياطين .

ومن جهتك أنت أرجو أن تحاول مع والدك مرة ثانية وثالثة ولا تيأس من تكرار المحاولة رغم عدم الاستجابة من جهته وصلابة موقفه رغم بطلانه ، فحاول أن تحثه علي الصفو والتسامح ومحاولة محو الإساءة بشتي الطرق ، كما عليك أن تحاول أيضاً أن تشجع والدتك علي الصفو له والدعاء له بالهداية بدلاً من الدعاء عليه ، لأنك في النهاية مضار وهي أيضاً لأنه والدك وزوجها .

فالمسألة تحتاج من الأم القدرة علي التسامح ومن الأب التوبة والاستغفار و الندم علي ما اقترفه من إصم في حق رفيقة الكفاح وشريكة العمر دون أن يتذكر وصايا الرسول صلي عليه وسلم الكثيرة والتي منها " استوصوا بالنساء خيراً "
والمسألة تحتاج من كلا الزوجين القدرة علي الصفح والنسيان وطي صفحة الماضي بكل مساوئه ، وفتح صفحة بيضاء نقية ملؤها الاحترام الحب والعطاء والمودة وإثبات حسن النية ، أعرف أن خطأك والدك هو الخطأ الوحيد ربما في حياته ، لكنه بالنسبة لوالدتك قد يكون الخطأ القاتل ، لكن ولأن التسامح هو أعظم قيم الوجود علي الإطلاق فأنا أرجو أن تحث والدتك علي أن تسامح والدك وتغفر له زلته القديمة ، وإن لم تكن فلها كل الحق ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها المهم ألا تتخلي أنت عن دورك في التوفيق بين الطرفين طالما ارتضيت لنفسك هذا الدور ، فلتكمل دورك بمنتهي الإخلاص كما بدأته حتى النهاية وتأكد أن الله لن يضيع أجرك إن شاء الله