الدوافع والحوافز النفسية لأداء فريضة الحج

نفس المؤمن تنبعث راضية مطمئنة
إلي تنفيذ كل أوامر الله
ومن بينها الحج كفريضة واجبة الأداء
علي كل مكلف من الجنسين
مادامت السبيل ميسرة


تطبيقا لقوله تعالي

( ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)

وإلي جانب بعض أسرار الحج
فإن هناك الكثير من الدوافع والحوافز
والبواعث والمحرضات
التي تؤثر في نفسية المسلم
وتدفعه إلي الحج ومن أهمها
كما يقول الدكتور عبدالغفار عبدالستار
مدرس الحديث بكلية
الدراسات الاسلامية بجامعة الأزهر :
الحرص علي أداء ما فرضه الله
واكمال الفرائض والعبادات..

والفخر باستطاعة الحج بعد جد وكد
ليتمكن من زيارة بيت الله العتيق..

والرغبة في التخلص من الذنوب
والتوبة الخالصة..

وأن يكون قلبه أحد الافئدة التي استجابت
لدعوة أبو الانبياء إبراهيم عليه السلام
كما جاء في قوله الله تعالي
( فاجعل أفئدة من الناس تهوي اليهم)..

والرغبة في الهجرة إلي بيت الله ورسوله
تاركا أعراض الحياة الدنيا وزينتها
من زوج ومال وولد..

ورؤية أول بيت أقيم للناس
والطواف به ومشاركة المشاهدين
منافعهم إلي غير ذلك

ويضيف الدكتور عبدالغفار
أن هناك أيضا الكثير من الأدوية
التي يوفرها الحج ليتعافي المسلم
من الأمراض العصبية
ويتطهر من الاصابات النفسية
ومن أهمها..

محو الآثرة وحب الذات
وتثبيت معاني الايثار الجميل في نفسية الحاج..

والقضاء علي روح الجبن والخوف والهلع
وغرس الشجاعة والاقدام وتعليم الزهد
والتطهر من آفتي الشح والبخل
تأكيدا لقوله سبحانه وتعالي
( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)

والتمتع بقوة العزة بالله
بدلا من موضع ضعف العزة بالعرض الزائد
في الدنيا من المال والجاه..

وأمتلاء روح الحرص والجشع
وزرع قيمة الرضا والقناعة..

والبعد عن اتباع الشهوات الدنيوية كلها
والتطلع إلي الأفق الأعز..

والقضاء علي روح الشيطان الكنود
وظهور الانسان المنشود..

والنجاة من غواية الوسواس الخناس
والانضواء تحت الراية التي رسمها الله سبحانه
في قوله تعالي
( كنتم خير أمة أخرجت للناس)

والابتعاد عن عزوة المرتبطين بالعصبية
والقوة إلي باحة أرادها الله عز وجل
بقوله سبحانه
( إنما المؤمنون اخوة)

واتاحة الفرصة لتعلم فن الاجتماع والاطلاع
علي آفاق النفس والوجود
مصداقا لوعد الله سبحانه في قوله تعالي
( سنريهم آياتنا في الآفاق
وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق).