سلوان اللائذين

سلوان اللائذين

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ليس هناك شيئ أجمل في نفس الإنسان من ملاذ يلجأ إليه في حالات رغبته في الخلوة بنفسه و الإعتزال عن الناس

و كل شيئ يلجأ إليه الإنسان في تلك الحالات فهو ملاذٌ له وهو أيضاً مَعاذٌ له من مقتحم بدون إذن

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا
يلجأ الإنسان إلى ملاذٍ إلا و قد أُذيق من مرارة الخلطة شيئاً قاسياً
سوائاً كان مقصوداً أو لم يكون مقصوداً بتلك المرارة و لا فرق عنده في أن
يكون الناس مدركين أو غير مدركين فمرارة الخلطة الدافعة إلى ملاذٍ ما تكون
شعوراً ذاتياً تُبْنى على قيم و مبادئ لدى الإنسان نفسه

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يختلف
الناس في إتخاذ الملاذات لهم و لكنهم يتفقون على سواء في كون الملاذ هو ما
يجدون فيه أنسهم وراحة أرواحهم و يتفقون أيضاً في حال إختلافهم في الملاذ
على أن أرقى أنواع الملاذات التي يلجأون إليها هو ملاذ الصمت

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ملاذ السكوت وعدم الكلام لأنه قاطعٌ السُبل على الناس أن يصلوا إلى قلب اللائذ فلا يجدون في حال كونه في ملاذ الصمت
ما يهديهم السبيلَ إلى المكتوم
ذلك
الصمت الذي هو جنة الإنسان الذي لم يجد في الحياة أُنس الحال الذي يطمح
إليه ولم يقف على ما يريده من الطموح و الغاية ذلك الصمت الذي يصنع في
الإنسان أُناساً و يصنع منه نوعاً مختلفاً حيث إما أنه يرتقي
ب الإنسان فيخرج من صمته بِ كلام قولاً أو فعلاً أفضل مما كان عليه قبل اللجوء إليه و إما أن يخرج منه بشيئ هو أردأ مما كان عليه قبل
ذلك
الملاذ لا يعرف قيمته إلا من جربه و ذاق طعم حلاوته و من لم يذق منه شيئاً
فإنه كامن في ديمومة النقد للصامتين و الصامت مليئ و الصامت فارغ كحالي
العربيتين اللتين تجرهما الخيول

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ملاذ
الصمت يخفي ورائه الكثير وموت الإنسان أحب إلى قلوب الناس من بقائه صامتاً
لا يعلم ما في خزينة قلبه و الخوف من الصامت أشد من الخوف من غيره ومهما
يكن الخوف مما وراء الصمت إلا أنه يبقى أماناً أكثر من الكلام إذ الصمت
يُبقي في حالة الاستجهال فلا يعلم وما لم يعلم يغلب عليه الأمان أكثر مما
يعلم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يلجأ
الناس إلى الصمت في حالات اللجوء إلى أي ملاذ آخر و لكن ملاذ الصمت يختلف
عن غيره لأمور في نفس اللائذ فما إختيار الملاذ إلا بقدر
ما
يجد الإنسان في نفسه مما حوله فعندما يشعر الإنسان بعدو يلحق به و يتتبعه
في كل مكان فإنه يلجأ إلى ملاذ أشد إخفاء له و ملاذ أقوى من غيره لكن الصمت
ملاذٌ ظاهر فالإنسان يلجأ إليه و هو بين الناس و يعيش حياته كما هي غير
مختلفة عن حياة غيره ف مما الصمت و لِمَا؟
الصمت
يكون غالباً من أوجاعٍ لا يمكن الإنفكاك عنها بالغياب عن الظهور في الحياة
فلا يجدي الغياب نفعاً و لا فائدة من وراء الاختفاء تلك الأوجاع ليست
واحده إلا في كونها وجعاً يضرب في قلب الإنسان و نفسه مع أنها صورٌ كثيرة
جداً بحسب أحوال الإنسان و حياته فحينما يرى الحياة حوله تتحرك لكنها ليست
وفق ما يحب و يريد و ليس في يده حيله للوصول
أو
إيصالها إلى ما يريد فإن الصمت هنا سيكون ملاذه للهروب عن الخوض فيها بما
لا يتوافق معها فهو معترض على مسيرتها و فاقد لوسيلة الوصول إلى ما يريده و
الحياة و الناس سائرون في تيارٍ و طريقٍ هو ليس معهم ف ليس لديه ما يملكه
إلا أن يكون صامتاً حتى لا يخسر شيئاً آخر من حياته بعد أن خسر كونها على
ما رسم

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يلجأ الإنسان إلى الصمت فلا يبوح بما يخفيه لأسباب كثيرة لا يدركها سواه
ومن
وافقه في شيئ منها فإنه يوافقه على ظاهر ما يحكيه لا على جوهر ما يعانيه و
غالب الأسباب تعود إلى حفظ عزة النفس و صيانة كرامة الذات من أن تطرح ب
الكلام في أرض السمع لدى كل الناس في كل المحافل و النوادي و المجالس و
الإنسان الشريف يتعالى أن يتناقل شيئ من خبره مما لا يرتضيه على أي لسان و
ما لا يرتضى على قدر عزة النفس فربما كانت دقيقات الأشياء عند قوي العزة ب
النفس كـ العظيمات و أقدار النفوس تحكم مقادير الأحوال

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

القهر
من دواعي الصمت وهو أغلب ما يكون إنتشاراً بين الصامتين فحالة القهرِ إذا
غلبت على الإنسان ألجأته إلى أشياء أقلها الصمت و الصمت أشد
وطأه
في النفوس وهو أصغر حالات تعابير القهر. يقهر الإنسان من الكثير في حياته
كل حياته و قد يعجز عن التعبير عن ذلك القهر، إما لأن أحداً لن يفهمه أو لا
يجد وسيلةً للتعبير عما يقهره أو لأنه لا يجد من يرخي إليه سمعه ليستمع لا
ليسمع فلا يجد حينها إلا الصمت ملاذاً يفرغ فيه قهره بينه و بين ذاته
و قهر النفس بقدر عزتها فكلما قويت عزة النفس كان القهر قوياً
وكذلك بالعكس إذا كان العكس
حيث إختار الإنسان ملاذ الصمت فإن ما ينبغي أن يترك في ملاذه
فلا يُستحث في البوح و لا يلح عليه ب الخروج من ملاذ ففي إضطراره إلى شيئ من ذلك قتل لما بقي في نفسه منه فما لاذ إلا حيث وجد المعاذ

هشام القن

أإسـ عٍ ـد الله أإأوٍقـآتَكُـم بكُـل خَ ـيرٍ

دآإئمـاَ تَـبهَـرٍوٍنآآ بَمَ ـوٍآضيعكـ

أإلتي تَفُـوٍح مِنهآ عَ ـطرٍ أإلآبدآع وٍأإلـتَمـيُزٍ

لك الشكر من كل قلبي