الزواج عندما يصبح هاجس مخيف !!!

الزواج عندما يصبح هاجس مخيف !!!

- لا شك ولا إختلاف أن الزواج هو النصف الآخر المكمل لنصف دين المسلم وهو مطلب مهم لتحقيق جزء

إجتماعي ديني لا غنى عنه وله فوائده الكثرة التي أخبرنا عنها شرعنا وديننا الحنيف ... كغض البصر

وحفظ النفس من الوقوع في الشهوات والتكاثر إذ يعتبر الزواج بمفهوم أبسط هو نواة المجتمع فالتبتل والعزوف

عن فكرة الزواج ليس من الإسلام وإنما فيه إجحاف للنفس ... ولكن لماذا أصبح اليوم الزواج هاجس مخيف !!!

من خلال نظرة أولية ورأي شخصي متواضع أرى أن كثير من المترددين في مسألة الزواج تأثروا بما يقال لهم

وما يسمعونه من حكايات عن الزواج وأنها قيد من قيود الحرية وسجن أبدية وإستنزافات مادية ..... الخ من

تلكم الأفكار الوهمية التي تسيطر على عقول البشرية ظنا منهم أن الزيجات التي تحكى لهم كحالات إستثنائية

هي نماذج واقعية للحياة الزوجية بشكلها الحقيقي لذلك بات الزواج هاجس مرعب وحتى اللذين يقدمون عليه

اليوم صاروا يقولون وبكل آسف نحن مجبورون على شر لا بد منهم ... وقد تبادل البعض كلمات من نوع

" كان الله في عونك لو تزوجت " " عليك بتوديع الحرية والعزوبية الجميلة " وكما تقول بعض الفتيات

" دخلتي للسجن برجلك " ومثل هذه الكلمات التي تتنافى مع القيم الصادقة والمضمون السامي للحياة الزوجية .!.

الزواج بشكل عام حياة جديدة وعالم يولد فيه المرء من جديد فمن أختار البداية الصحيحة سيجد حياته وردية

ولن تخلو هذه الحياة من العراقيل والمشاكل وتظل متعتها في تحمل أعبائها ومشاكلها والقدرة على معالجتها

بالطريقة المثلى دون النظر لكل مشكلة بأنها برهان وإثبات لنظرية أن الزواج سجن انفرادي وأن ما قيل عنه

يتم إثباته بالدليل القاطع فقط لأن هناك منغصات تحصل فيه .... وهنا يكمن أهمية التهيئة النفسية فمن خلال

نقاشي المنفرد مع أشخاص مقبلين على الزواج أو على الأقل يفكرون فيه أجد أن الغالبية منهم يرددون نحن خائفون

الفتيات يقلن أنهن خائفات من المشاكل وكبت الحرية مما يؤدي للطلاق ... والشباب خائفون من زوجة متسلطة

متحكمة في كل تحركات الرجل لذلك يبدأ كلاهما الحياة الزوجية وهو يراقب الآخر وينتظر منه أي هفوة ليثبت

صحة ما قيل له لأنه بدأ حياته الزوجية وبداخله هاجس وخوف من هذه العلاقة الجميلة !!

لكي تنجح العلاقة الزوجية يجب الإهتمام بتطوير التفكير قبل الزواج والبحث دوما عن الإنسجام والتناغم بين

العقل والعاطفة فهما من مقومات السعادة فالعقل هو الذي يقود العاطفة وحتما حياة مجردة من العاطفة لا تساوي

شيئا ولكن تذكر أن العقل ميزان العاطفة وتذكر أيضا أن اللين ما كان في شيئا إلا زانه فالحدة في التعامل والعناد

يؤديان إلى نشوب خلافات منذ البداية والخلافات من البداية تزرع نوع من الجفاء والقسوة مما يترك فجوة كبيرة

في العلاقة ..... كذلك من المهم ان يهتم الزوجان في فترة الخطوبة بالحوار حول أساسيات الحياة الزوجية

دون تقمص أدوار العاطفة والحب زيادة عن اللازم لأن الحياة الزوجية ليست مبنية على العاطفة وحدها فهناك

مسؤليات وواجبات وأساسيات إذا ارتكز عليها الزوجان سارا بمركب الحياة لشاطيء الأمان والسعادة .

والآن أنتظركم لتشاركوني آرائكم حول مخاوف وهواجس الحياة الزوجية ... كيف هي تجاربكم وكيف تنظرون

للزواج كجانب إجتماعي مهم ولمن خاض التجربة كيف هي حياتك ما قبل الزواج وكيف هي الآن بكل صدق

ووضوح ولمن يفكر في الزواج هل هناك ما يقلقك ويثير مخاوفك !!؟

قال تعالى

(( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))

مافيه أعظم من كلام رب العزة والجلال وهنا نجد كل مقومات الحياة السعيده والتفاهم والانسجام ألا وهي السكينة والمودة والرحمة

فأذا توفرت نستطيع الحكم على هذه الحياة بأنها موفقة بأذن الله

والتوفيق في الحياة الزوجية يكون منذ البداية في طريقة التفكير والانسجام وتقارب الافكار والميول .

انهي كلامي بقول الرسول صلى الله عليه وسلم

(( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه اغض للبصر واحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء ))

هذا والحمد لله رب العالمين

تمنياتنا بالتوفيق لكل المتزوجين ولكل المقبلين على الزواج

وتقبلوا أجمل تحية

» متى يصبح للضمير خير وسادة
» الزواج في الاسلام
» خنت زوجي قبل الزواج .. فهل أحكي له ؟