ملكة بكبريائي مديرة المنتدي
عدد المساهمات : 9881 نقاط : 23511 تاريخ الميلاد : 27/07/1980 تاريخ التسجيل : 13/01/2011 العمر : 44 الموقع : egypt العمل/الترفيه : استشاريه نفسية
| موضوع: عملية التنفس عند الأطفال المتلعثمين الثلاثاء يونيو 18, 2013 10:01 am | |
| تعتبر عملية تنظيم التنفس وضبطه من العوامل الهامة لعلاج التلعثم بصفة خاصة واضطرابات النطق والكلام عامة. اذ تعد عملية ضبط التنفس من العمليات الهامة لتحسين الطلاقة اللفظية ، حيث أنها تؤثر على ديناميكية إخراج الهواء أثناء عملية النطق، كما يعد غيابها في ذات الوقت مدعاة للتلعثم، فمثلا عندما يقوم الإنسان بصعود سلم عالٍ ويحاول أن يتحدث في نفس الوقت نجد أن الكلام يتوقف ويتقطع كنتيجة لعدم انتظام عملية التنفس، فالتنظيم والتكامل بين التنفس و النطق يساعد على التحكم في معدل الكلام اللازم ، ويساعد في عملية علاج التلعثم. حيث أكدت دراسة هرمان وآخرون (1995) أن المتلعثم عندما يحاول النطق يتعثر نتيجة شد مفاجئ وغير طبيعي للثنايا الصوتية ( Vocol Foldes ) ، واقترابهما من بعضهما البعض.(Herman, et al, 1995, 183) وهناك سلوكيات شائعة مصاحبة للتلعثم مثل "التنفس السطحي السريع الذي يؤدى إلى تراكم العديد من الكلمات في دائرة تنفسية واحدة ينتج عنها عدم الطلاقة في كلام الطفل.((Jennifer, Arndt, 2001, 69 وفي مثل هذه الحالات يكون من الضروري مساعدة الطفل المتلعثم على تقليل توتره ومساعدته على استرخاء بعض أجزاء أعضاء النطق ويمكن استخدام تنظيم التنفس والسيطرة عليه لأحداث عملية الاسترخاء في إطارالإرشاد الفعال للتلعثم. حيث أشارت دراسة هيرمان وآخرون HERMAN ,ET AL, (1995) إلى أن تدريب الطفل على ضبط عملية التنفس بشكل صحيح أثناء إخراج الكلام يساعد على استرخاء الثنايا الصوتية وتجنب تعثر النطق. (Herman, et al, 1995, 184) كما أضاف جوتتولد GOTTWALD (2003) إلى أهمية فهم المتلعثم لكيفية عمل الجهاز التنفسي وأعضاء النطق ، وتوافقهما معاً في إخراج الكلام ، كما ركز على أن الطفل المتلعثم في مرحلة المدرسة الابتدائية يستجيب بصورة أفضل للعلاج القائم على استخدام عملية تنظيم التنفس كبعد أساسي في عملية العلاج عن أي مرحلة نمو أخرى. GOTTWALD, 2003, 43)) يتضح مما سبق اتفاق دراسة هيرمان وآخرون Herman, et al (1995) مع دراسة جوتتولد Gottwald, (2003) في أن تنظيم عملية التنفس تساعد على الاسترخاء وتقلل من الشد المفاجئ للثنايا الصوتية وتفكيك الاحتكاك القوى بين أعضاء النطق فتساعد على نطق بدايات المقاطع والأصوات الساكنة اللهائية والتي تعتبر من أصعب المخرجات الكلامية عند الأطفال الذين يعانون من التلعثم. كما أشارت دراسة زاكيم وكونتر Zackeim, &, Conture (2003) إلى أن بناء خلفية قوية حول عملية تنظيم التنفس ، والتحكم في معدل النطق يعتبر هدفاً أساسياً لأي برنامج علاجي تخاطبي يسعي لإعادة الطلاقة للطفل المتلعثم. (, 2003, .188 Zackeim, &, Conture) مما سبق اتضح أن استخدام معدلات أبطأ في التحدث مع الأطفال المتلعثمين من خلال أنشطة حركية ولغوية ( قرائية و حوارية ) والانتقال من كلمة مفردة مع ضبط التنفس إلى جملة مع ضبط التنفس ثم إلى عبارة ويحدث ذلك من خلال تهيئة المناخ الارشادى وتوفير جو نفسي مطمئن يساعد على خفض مشاعر الخوف لدى الطفل المتلعثم ، وقد يصل ذلك إلى الاستعانة ببعض الأفراد المقربين للطفل ثم الاستعانة بأفراد غرباء حتى ينتظم الانفعال وتتم عملية ضبط التنفس بصورة واقعية يستطيع الطفل استخدامها أثناء النطق خارج غرفة الإرشاد ومع أشخاص آخرين غير المرشد.
وحيث أن لكل طفل عالمه الخاص به، و لكل طفل تجاربه الفردية وحياته الشخصية واستعداده النفسي، قد تتقارب خبرات طفلين وأسلوب حياتهما ، ولكن تختلف في الاستجابة لجملة الخبرات والتجارب وتفصيلات الحياة ولذلك لا يتعلم طفلان نفس الكلمة في نفس الظروف تماماً، فقد يسمعا (نفس الكلمة)، من (نفس الشخص)، وفى (نفس المكان)، وفى (ظروف مشتركة)، ولكن استجابة الطفل الأول نحو الكلمة لا تكون مطابقة لاستجابة الطفل الثاني نحوها، ويرجع ذلك إلى أن لكل طفل تكوينه النفسي عند تحليله للمعنى الضمني للكلمة، مما يؤدى إلى فهم وإدراك خاص بكل طفل ، ففهم وإدراك الطفل الأول للكلمة يتأثر بإيحاءات و معاني غير الإيحاءات و المعاني التي تؤثر في فهم وإدراك الطفل الثاني لنفس الكلمة، فإن الكلمة عندما تصدر عنا أو عندما تصل إلى أسماعنا تتضمن محتوى له معنى نفسي ، فمثلا عندما يسمع الأطفال كلمة ( نادى ) يدركونها على أساس مكان يجمعهم بزملائهم ويتعلمون فيه المهارات وهى تثير في نفوسهم ضربا من الاعتزاز والانتماء، ولكن قد يكون هناك طفل انفرد بتجارب قد يثير سماعه لكلمة( نادى) في ذهنه ضرباً من الألم والأسى لأنه في أول يوم دخوله النادي أصيب بحادث أليم فما أن يسمع هذه الكلمة أو يتذكرها حتى تبعث في نفسه تلك الذكرى الأليمة المرتبطة بمكان، أو بشخص، أو بموقف، وهذا ما يتفق عليه شيهان SHEEHAN (1958( وطلعت منصور (1967) في دراستهما حيث أوضحا أنه توجد مواقف وكلمات تخيف المتلعثم (خوف الموقف – خوف الكلمة – خوف الشخص)، ويؤكد شيهان على ضرورة وجود طريقة صحيحة يستخدم فيها المتلعثم السلوك التوكيدي أثناء التواصل مع الآخرين ليعبر عن نفسه بطريقة تساعده على تقديم ذاته بشكل مناسب متغلباً على سلوك التجنب المنبعث من إحساسه بالخوف.
الدكتور محمد النحاس مدير المركز الدولى للاستشارات والتخاطب والتدريب
| |
|