عدم رضاي على شكلي.. انعكس على شخصيا

عدم رضاي على شكلي.. انعكس على شخصيا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سوف أقول الموضوع بسرعة، وأتمنى مساعدتي على قدر المستطاع.
أنا شاب عمري 16 سنةً، في الثانوية، مشكلتي أني أحس نفسي قبيح الشكل، وربما هكذا أنا في الحقيقة، لا أحد قال لي أني قبيح، ولا توجد سخرية من أحد، لكن هكذا أشعر أني قبيح، خصوصًا أني نحيف، حتى إني فكرت أعمل عملية تجميل، أتمنى أن تساعدوني كيف أقدر أسمن قليلاً، وكيف أجعل نفسي جميلاً؟.

أنا أعرف أن هناك جمالاً داخليًّا وأخلاقًا... الخ، لكن يجب الاهتمام في المنظر الخارجي، وأنا الحمد لله أخلاقي ممتازة، لكن شكلي قبيح الوجه والجسد.
أتمنى أن تساعدوني؟.

المستشار: أ. عمار التميمي

السلام عليكم ورحمة الله.

نشكرك -أخي السائل- على الثقة والتواصل بموقع مستشارك الخاص، آملين أن تجد في كلامنا ما يساعدك في تغيير أفكارك المغلوطة عن ذاتك الجسمية.

يمكننا أن نقسم الشخصية الإنسانية إلى ذات جسمية وذات نفسية، وكلاهما مرتبط بالآخر ارتباطًا وثيقًا؛ فهما وجهان لعملة واحدة، فأي خلل يصيب أي ذات سيؤثر في المحصلة على إدراك الإنسان لنفسه، فالذات الجسمية: تتمثل في نظرتنا لشكلنا وطولنا ووزنا، بينما الذات المعنوية هي شخصيتنا وأفكارنا واتجاهاتنا نحو أنفسنا، وإذا تشوّهت هذه الإدراكات تتشوه نظرتنا لأنفسنا، وهذا يؤثر على سلوكنا وعلاقتنا مع الآخرين، وعندها يميل الإنسان إلى الانسحاب خوفًا من نقد الآخرين، ويحاول أن يظهر عيوبًا أو عدم رغبة في حضور هذه الاجتماعات أو تجنبها بالأصل.

لا شك أن هنالك عوامل اجتمعت في شخصيتك وأفرزت هذه المشاعر السلبية، أولها أنك في مرحلة عمرية حرجة، وهي مرحلة المراهقة، وفي هذه المرحلة تضطرب هوية الشاب نظرًا للتغيرات المتسارعة في كافة المجالات الجسمية، النفسية، الجنسية والاجتماعية، فتجعل الشاب أمام تحديات تفرض أسئلة على نفسه من مثل: من أنا؟ ماذا أريد؟ هل أنا جميل أم بشع؟ هل جسمي أنيق ومظهري مقبول أمام الآخرين؟ كلها أسئلة تطرح نفسها، لكن للأسف تغلفها إجابة واحدة موحدة وهي النظرة السلبية، فمن قال لك أنك بشع؟ إنها ببساطة فكرة غير حقيقية، والدليل على ذلك أنك لم تسمعها قط من أحد، والدليل الآخر الذي ينبغي أن يكون متأصلاً في شخصيتك أن الله -عز وجل- هو الخالق وهو أحسن الخالقين، فقد كرمنا بسمات ونعمٍ لا تعد ولا تحصى على سائر المخلوقات، إذن أيضًا رفضك لشكلك دينيًّا هو أمر مرفوض، كثيرًا ما نقع فريسةً سهلةً لأحساسينا ومشاعرنا، وهي لا تستند إلى حقائق، بل أفكار تسيطر علينا ونؤمن بها، وتؤثر في إدراكنا لذواتنا من الناحتين النفسية والجسمية، لذا ننصحك بالآتي:

-حدد أولوياتك وأزل الأسباب المسؤولة عن هذه الأفكار، فإن كنت تعاني من النحافة، فما أكثر البرامج المتخصصة في التغذية في عصرنا الحالي، واعلم أن الحصول على زيادة الوزن أسهل بكثير من خسران الوزن ممن يعانون من السمنة.

-صحّح الأفكار السلبية عن ذاتك الجسدية: فأنت جميل ومكرّم من الله -عز وجل- قال تعالى: "لقد خلقنا في أحسن تقويم"، وهذا ليس كلامًا بشريًّا، بل من الله -عز وجل- وهو أحسن القائلين.

-ثق بنفسك وعدّل المسار: الاعتقاد بأنك قبيح الوجه أو الجسد في حدّ ذاته هو أمر خطأ، تصحيح المفاهيم حول الذات هو أفضل وسيلة لأنْ يثق الإنسان بنفسه وصورته عن جسده، نرجو أن تحكم على نفسك بأفعالك وليس بمشاعرك أو بشكلك أو بإحساس النقص، فلا بد أنك تقوم بأشياء إيجابية كثيرة، ومن خلال التركيز على هذه الأفعال الإيجابية سوف يتقلّص الشعور السلبي، عليك بحسن إدارة الوقت، فلا بد أن تضع خارطة ذهنية، أو تقوم بالكتابة في ورقة وتوزع من خلالها الزمن، ويكون هنالك نوع من الانضباط والدقة في تنفيذ ما تريد أن تقوم به خلال اليوم، وفي نهاية اليوم يجب أن يحدث نوع من الجرد أو التقييم لما قمت بتنفيذه.

-انظر لنفسك بحبٍّ واكتشف قدراتك الكامنة بك: نرى أن إيمانك بأنك شيء فريد لك مميزاتك وعيوبك كأي شخص، ولكنك تتميز عنهم بما لك من مهارات ومواهب، اقبل ذلك وتعايش معه، عقل متفتح للتعامل مع الصواب والخطأ، القدرة على النظر للأمور بواقعية وموضوعية، تقبل الآخر والذات كما هي، حتى تصبح صادقًا مع نفسك عليك أن تعرف نفسك، اعرف من تكون في داخلك، اعرف ما الذي تحبه وما لا تحبه، ومن تكون و من لا تكون، تصرّف تبعًا لذلك، حدّد أهم قدراتك ومواهبك، تمسّك بما تؤمن به، استمع للنصيحة: استمع للنصيحة ولكن لا تلغ عقلك، ادرسها جيدًا واسأل وابحث قبل أن تطبّقها.

-تعرّف على شخصيتك أكثر وطوّرها: بمعنى يجب أولاً أن تدرس نقاط قوتك، ونقاط ضعفك ما هي الأمور التي تحس أنها تقلل من ثقتك بنفسك؟ مهم جدًا معرفة هذا، كذلك ما هي الأمور التي تحس أنها تزيد من ثقتك بنفسك؟ فحتى الكلمات لها تأثير بالنفس!! حاول أن تمسك بورقة وقلم وتضع جدولاً مقسمًا إلى قسمين؛ الأول الأمور التي تضعف ثقتك بنفسك أو أطلق عليها نقاط الضعف فيك، القسم الآخر نقاط القوة، وقم بسردها وبدون تردد أو حياء أو خجل، هذا أول خطوات بناء الثقة، وتذكر أن العقل يستجيب لما تكتب، ثم أمسك كل نقطة من نقاط الضعف وحاول إيجاد حل لها على حسب ما تراه مناسبًا، كذلك ركّز على نقاط القوة ولْتكن هي وسيلتك للتعامل مع الآخرين، أي قم بالتمسك بهذه النقاط، فإذا كانت كلمات قم دومًا بتكرارها، وإذا كانت أفعالاً فقم دومًا بتكرارها أيضًا، وهكذا تمرّ بمرحلة تدريب مكثفة، ابتعد عن الكلمات المحبطة واستبدلها بالكلمات القوية التي تبعث الثقة بالنفس.

سدّد الله خطاك.