ماذا أفعل بحساسيتي الزائدة، وحبي للدكتور الذي لا أستطيع نسيانه؟

د. أحمد الفرجابي


السؤال


السلام عليكم

مشكلتي أنني حساسة، كل كلمة أقولها أندم عليها، وأحيانا أجلس لوحدي لكي لا أقول كلمة وأندم عليها، وإذا جلست مع أهلي أتمنى أن أتحدث معهم ولكنني إذا تكلمت أعصب وأبكي وأضرب نفسي، أتمنى أن أتخلص من عصبيتي، لأنني تعبت منها كثيراً.

فأنا وزني مناسب، ومن زيادة الأكل زاد وزني، ومارست الرياضة؛ ولكنني تعبت منها كثيراً، ولا أستطيع الإكمال، وأخشى أن يزيد وزني.

وأحب رجل عمره 60 سنة، هو دكتوري النفسي، فأنا أحبه لعطفه علي، الآن افترقنا لكنني إلى الآن ما زلت أحبه، ولا أستطيع نسيانه، وأدعو الله كي أتزوجه.

وتعرفت على دكتورة أخرى عنده، عمرها 40 سنة، فأنا أشتكي لها عن حالي ولكنها تكرهني، وتجاملني بالابتسامة، ولا تحل مشاكلي، كرهت الابتسامة، فأصبحت دائما مهمومة ومتضايقة، ولا يوجد هناك من أشتكي له، والحب عذبني كثيرأً، أريد دواء ليبعد عني العشق، تركت الواقع ودائما أفكر في الخيال، ولا أشعر بالأمان والحنان، أريد شخصا يحضنني؛ لأرتاح.

وأيضا سمعت قصة عن الزنا، وخفت كثيراً، فأصبحت أبتعد عن الشباب، وأخاف منهم كثيرا، كل ما أسمع قصص عن الزنا أو الاغتصاب أبكي وأخاف، وأدعي للبنت حتى لو كنت لا أعرفها، حساسيتي كثيرة، وبسبب الحساسية والحزن أصبحت عاجزة عن الابتسامة والضحك، أتمنى أن تفيدوني.

وشكرا.

الإجابــة


بسم الله الرحمن الرحيم


الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسعدك، ويشغلك بحبه وطاعته، ويصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته كل الآمال، وأن يحسن لنا ولكم الأخلاق والأعمال.

قلبك غال فعمريه بتوحيد الله وحبه سبحانه، واشغلي لسانك بذكره، وبقية جوارحك بحسن عبادته، ونتمنى أن لا تسايري عواطفك؛ لأنها عواصف، ولا تمضي في علاقة ليس لها غطاء شرعي، واشركي أولياءك في قرارك، فإنهم مرجعك، وأولى الناس بك، واعلمي أن العلاقة من طرف واحد تضييع للأوقات، كما أن التمادي في علاقة لا تنتهي بالزواج جري وراء السراب.

ولا يخفى على الفاضلات من أمثالك أن الإسلام أكرم الأنثى، وجعلها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وإن كبار وكرام الرجال إذا أرادوها فعليهم أن يطرقوا الأبواب، ويقابلوا أهلها الأحباب، بل على المتقدم أن يبذل صداقا يدلل على صدق رغبته، مع ضرورة أن يكثر من الثناء، وقد يحتاج إلى أن يأتي بأصحاب الوجاهات؛ ليتكلموا بلسانه، لكن من بناتنا من رفضن هذا التكريم وجرين وراء الرجال، فهرب منهن الرجال.

وابتعدي عن الحساسية الزائدة، ولا تحاصري نفسك بالأوهام، وتذكري أن النقص ملازم لبني الإنسان، وتواصلي مع من حولك من الصالحات، واظهري بينهن ما وهبك الله من دلال وخصال، واعلمي أن لكل واحد منهن محرم يبحث عن أمثالك من الطيبات، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يرفعك درجات.

وهذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لها التوفيق والشفاء والسداد، سعدنا بتواصلك مع موقعك، ونفرح بالاستمرار، ونسأل الله لك التوفيق والاستقرار.